Not known Factual Statements About حوار مع النخبة



أحمد منصور: هل هناك نخبة شعبية أم أن النخب فقط هم الذين يستلبون السلطة أو يؤثرون في الناس من موقع القوة؟

وبعيدًا عن الأسباب الموضوعية التي أدّت لتلك "الثورة" التي أطاحت بنظام الإنقاذ الوطني، فإن نتائجها تبيّن أنَّ الهدف كان إزاحة أكبر كتلة اجتماعية وسياسية متماسكة تحفظ التماسك الوطني بما تضمه من أطياف اجتماعية وسياسية متنوعة دمجت قوى الريف المنتجة مع المجتمع الأهلي والقطاع الحديث من الطبقة الوسطى، جنبًا إلى جنب مع التشكيلات العسكرية المختلفة.

وما لم تفهم هذه النخبة طبيعة التحديات التي تحيط بالبلاد، فلن تستطيع انتشالها من حافة الانهيار.

عاشت النخبة السياسية حالة من الصراع الطويل مع نظام البعث لكنها بنفس الوقت كانت تعاني من صراعات مع بعضها بعضا كما لو ان صراعها مع الطاغية قد تسلل لها ايضا حيث ان الوجه الحقيقي لهذه الصراعات هي السلطة وليس البحث عن عدالة اجتماعية ولهذا نشاهد ثمة اغترابا واضحا قد حصل بين الجمهور وبين الساسة على مستوى النصوص والخطابات الامر الذي جعل النخبة السياسية لا تستطيع ان تتحمل اي حوار صريح وواضح تتعدد فيه الافكار والرؤى والقناعات ووجهات النظر.

بدأ هؤلاء الشباب بالانخراط في العمل المدني، رافضين العمل السياسي كما فهموه؛ فالسياسة بالنسبة إليهم الشيطان الأعظم.

وهي تحتل بذلك مكانة متميزة داخل المجتمعات باعتبارها القاطرة التي يفترض أن تقود حركة التطور والتنمية، غير أن نجاح هذا الدور الحيوي والهام يظل مرتبطا بمدى قوتها ومصداقيتها وتجددها.

أحمد منصور: كيف تنظر، في دقيقة أو نصف دقيقة، كيف تنظر إلى مستقبل دور النخب في العالم العربي والإسلامي وكيف يمكن لها أن يصبح لها فعلا دور فاعل ومؤثر ليغير هذه المجتمعات وهذا الواقع ويجبر هذه الحكومات على أن تنصت إلى الشعوب؟

ظلت النخب السياسية العربية بفعل التهميش الذي تعانيه وبحكم الطوق المفروض على أي إصلاح أو تغيير حقيقيين غائبة أو مغيبة عن واقعها وهو ما توضحه الإكراهات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المتفشية داخل مختلف الأقطار العربية

غير أن هذه الإصلاحات بدت بطيئة ومحدودة من حيث فاعليتها؛ ولم تعكس في مجملها تطلعات وانتظارات الشعوب؛ بقدر ما بدت وكأنها "إصلاحات" شكلية معدة للتسويق الخارجي؛ وتبين أنها كانت تتوخى خدمة مصالح النخب الحاكمة بالأساس عبر الحفاظ على الأوضاع القائمة وتعزيز مكانة النخب التقليدية في المشهد السياسي وكبح أي تغيير أو إصلاح حقيقيين يمكن أن تقوده النخب السياسية المعارضة.

انهيار المنظومة التعليمية، حيث لم تتخرج دفعة واحدة في الجامعات طوال سنوات حكمهم.

إسلاميو المنطقة المغاربية: من حلم الدولة إلى واقعية السلطة

محمد سليم العوا: ده الدليل على أن هذا.. من الذي صنع هذا الشيخ؟ محبوه ومريدوه والذين يستمعون إليه، يعني أنا لا أنسى طبعا يوما وفاة الشيخ محمد غزالي رحمة الله عليه في القاهرة وذهبنا إلى المنزل في الليل لما عرفنا الخبر بعد المغرب فوجدت يعني كبار البلد المحترمين جايين إلى بيت لم شاهد المزيد يدخلوه من قبل ولا يعرفونه ويعني طبعا لست في حل من أن أذكر أسماءهم كلهم لكن مثلا لقيت الأستاذ محمد حسنين هيكل جاي يعزي أولاده قبل أن يسافروا الفجر لتشييع جثمان أبيهم، وجدت الدكتور علي الغتيت أخونا..

ابتعدت التيارات الدينية بهؤلاء الشباب الصغار عن الفضاء الوطني الذي لم يكن يسمّيه هؤلاء الشباب الثائر المقهور من قبل "علمانيًا"، بل إنّ معظمهم ليس على دراية أصلا بتعريف مصطلح العلمانية الدقيق وتداخلاته وإشكالياته، إذ ارتبط تعريف العلمانية للأسف في العالم العربي بالإلحاد نتيجة الجهل والتجهيل لعامة الشعب.

وحسب فوزي سعد الله، صاحب كتاب "يهود الجزائر.. مجالس الغناء و الطرب"، فإن بعض هؤلاء المثقفين اختاروا الصمت "كوسيلة للتعبير عن رفض الواقع، فيما فضل الآخرون الفرار بجلدهم إلى باقي أرض الله ممن لا يتقنون فن الصمت". من جانبه يرى الكاتب الصحفي دامو بأن السلطة في الجزائر تمارس كل أشكال الفساد السياسي، بما في ذلك الرشوة وشراء الذمم، لكن الذين استجابوا لعرضها البائس، هم من "أشباه الكتبة" و"المداحين" و"غلمان الصحافة" على حد سواء، وليس بينهم مثقفين بطبيعة الحال، فالمثقف مثل "طائر الجنة الحر"، يستحيل تدجينه أو ترويضه من أي جهة كانت، كما يرى دامو.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *